بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
وعلى آله وصحبه أجمعين
في الاختلاف رحمة ، ومن رحمة الله بنا أن جعل الناس تختلف ألوان بشراتهم من فاتحة إلى قاتمة ..
وجعل هذا الأمر متصلا بطبيعة المناخ الخاصة بكل بلد.
فألوان البشره عند البشر تختلف اختلافا عظيما . أصحاب البشرة ذات اللون الفاتح هم سكان الأجزاء الشمالية من الكرة بينما يشكل اللون القاتم الطابع العام الغالب على سكان المناطق الدافئة . في الشرق نجد أناسا تتلون بشرتهم بشيء من الصفره . بعد تمازج الشعوب الحاصل في أيامناهذه يمكن إيجاد مختلف الألوان المعروفة في أي مكان من العالم .
قد يكون للمناخ تأثير في ظهور التباين في ألوان البشرة , فالبشرة القاتمة تؤمن حماية أفضل من ضوء الشمس ولهذا فأن بشرة القاطنين في المناطق المشمسة تصبح أكثر قتامة من بشرة المقيمين في المناطق الباردة. يرث الإنسان لون بشرته عن والديه ولهذا فإن لون بشرته لا يتغير إذا بدل مكان إقامته مابين منطقه باردة أو أخرى حارة .
وهنا شرح الموضوع بشكل مفصل أكثر " منقول "
إن لون جلد الانسان يعتمد على ثلاث أصبغة توجد في جسمه :
* الأولى :
تسمى "القاتمين" و هي مادة بنية اللون قريبة إلى السواد .
* الثانية :
تسمى "الكاروتين" و هي مادة صفراء اللون .
* الثالثة :
هي خضاب الدم و هي التي تلوّن الدم بالأحمر .
فلون جلد الانسان من حيث القتامة أو البياض ، يعتمد على كمية "القاتمين" الموجودة في الجلد ، فكلما ازدادت هذه المادة زادت قتامة الجلد .
و إن أشعة الشمس تسبب إنتاج المزيد من مادة القاتمين ، و لذلك نجد الذين يعيشون في البلاد الحارة غالبا ما تكون جلودهم قاتمة
و لكن الانسان يولد بلون معيّن و يعود ذلك إلى أساس لون جلده و سلالته و عرقه .
هناك ثلاثة أنواع أساسية من العرق :
سلالة البحر المتوسط : و تتميز بالبشرة الغامقة .
السلالة الشمالية : و تتميز بالبشرة البيضاء .
السلالة الزنجية : و تتميز بالبشرة السوداء .
لماذا تسبب الشمس اسمرار و احمرار جلودنا ؟
إن الناس غالبا ما يعرضون أجسامهم للحصول على الجلد الأسمر المحمرّ ، فما الذي يسبب حمرة الجلد أو حرقة الشمس ؟؟
إن الأشعة الفوق بنفسجية تحوّل مادة الحامض الأميني " الهستدين " الموجود في الجلد إلى مادة توسّع الشرايين و الأوعية الدموية التي في الجلد مما يسبب احمرار لون البشرة .
و أما ما يسبب اسمراره هو الأشعة فوق البنفسجية أيضا ، فهي تحوّل مادة " التيروسين " الموجودة في الجسم إلى صباغ بني اللون يدعى القاتمين ، فيصبغ الطبقة العلوية من الجلد فيضفي عليه الاسمرار .
* إن تعريض الجسم للشمس له فوائد عديدة : فهو يقضي على الفطور و البكتيريا المتوضعة في الجلد ، و ينشط الجهاز العصبي ، و يولّد فيتامين "د" الذي يقوّم العظام . و لكن التعرض للشمس له قواعده كي لا يؤدي إلى التهابات جلدية ، ففي اليوم الأول يعرض خمس الجسم لمدة خمس دقائق ، و في اليوم التالي يعرض خمسه الآخر لمدة عشر دقائق ، و هكذا ...
هل نحتفظ بنفس الجلد طوال حياتنا ؟؟
إن الجلد يتألف من طبقتين من الأنسجة ، فالطبقة الأولى : سميكة و عميقة و هي تؤلف باطن الجلد تدعى : الأدمة .
و في الأعلى من هذه الطبقة توجد طبقة الخلايا الدقيقة تدعى : البشرة ، و هي طبقة مصنوعة من خلايا ميتة لأنها لا تحتوي على أوعية دموية ، ولذلك لا يصل الدم و الغذاء إلاّ للجزء الأسفل فقط من هذه الطبقة . و هذا الجزء الأسفل متواصل العمل في انتاج خلايا جديدة ، فعندما تصنع هذه الخلايا الجلدية الجديدة تدفع الخلايا التي فوقها إلى الأعلى ، مما يسبب موت الخلايا العلوية لأنها فقدت مصدر الغذاء الذي يصلها .
و كنتيجة لتغيرات كيميائية تتحول الطبقة العليا من الجلد الميت إلى طبقة خشنة و صلبة تحمي القسم الاسفل الذي يضع الخلايا الجديدة .
و بذلك نرى أنه بقدر ما يوضع من الخلايا الجديدة ، تموت خلايا قديمة و تتصلب و تسقط ، و لهذا تلاحظ مثلا عندما تخلع جوربا- أكرمكم الله - أسودا من قدميك عند المساء تجده مغطى بهذه الخلايا الصغيرة الميتة .
و لذلك أيضا تزول البقع من الجلد بسرعة ، كالحبر مثلا و الشحم و الصدأ ... لأن الطبقة العليا من الجلد قد أزيلت و حلت محلها طبقة أخرى لتسقط أيضا ...
هكذا يتجدد الجلد و بذلك نراه سنة بعد سنة جديدا قويا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته